كشف فريق طبي في مستشفى عسير المركزي فطريات نادرة في دماء بعض المرضى، تتواجد في البيئة المحيطة، كما تنتقل العدوى بسبب خلل في التعقيم عند العلاج، أو التغيير على الجروح، وتسبب الالتهابات الخطيرة، ومقاومة العلاج، وتهدد الحياة.


3 حالات


قال أخصائي الأحياء الدقيقة والخلايا الجذعية عبدالله آل مناع إن "الفريق الطبي بمستشفى عسير المركزي اكتشف 3 حالات مصابة بفطريات نادرة، الأولى فتاة ثلاثينية مصابة بفشل كلوي مع آلام حادة في منطقة البطن، تم سحب عينة من دمها، وإرسالها للمختبر، وتم تشخيص الحالة بأنها مصابة بفطر نادر اسمه العلمي  scedosporium apiospermum، والحالة الثانية لطفل عمره 4 سنوات، كان يعاني من التهاب رئوي حاد، وارتفاع في درجة الحرارة، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة في المختبر اتضح أنه مصاب بفطر نادر اسمه العلمي Tilletiopsis minor، والثالثة طفل عمره 9 سنوات نقل إلى المستشفى إثر حادث مروري،  وأصيب بغرغرينة في الرجل اليسرى، مما أدى إلى بترها، وبعد البتر تماثل للشفاء، ولكن تم اكتشاف الفطر المسبب للغرغرينة، وهو نادر واسمه العلميApophysomyces variabilis".


Tilletiopsis minor


يتواجد في العادة على أوراق الشجر


الحالة التي اكتشف فيها: طفل عمره 4 سنوات، كان يعاني من التهاب رئوي حاد، وارتفاع في درجة الحرارة

 


الفطر المتبدل


أشار أبومغايظ إلى أن "فطر أبوفيسوميسيس فاريابيليس  ‏Apophysomyces variabilis يسمى بالمتبدل لأنه يتميز بقدرته على تبديل خريطته الجينية، وهو يعيش بشكل طبيعي في التربة، ويمكن أن يسبب التهابات قاتلة، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، وتكون الإصابة به إما عن طريق تعرض الجروح مباشرة للميكروب، أو خلل في التعقيم عند العلاج، أو التغيير على الجروح".

وقال إن "هذا الفطر يعالج بمضادات الفطريات للمريض، لكن لأنه نادر يعتمد نجاح ذلك على طريقة التشخيص الصحيح، والتي تتم بأخذ العينة بطريقة صحيحة ودقيقة، وإرسالها لقسم المختبر لتتم زراعتها، وتحديد نوع وهوية الميكروب المسبب للمرض، ومن ثم نوع العلاج الفعال".

وأكد أبومغايظ أن "الأشخاص الذين ليس لديهم خلل في جهاز المناعة أقل عرضة للإصابة بمثل هذه الفطريات، وتكون استجابتهم للعلاج أفضل من الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة".


انتقال العدوى


أضاف آل مناع أن "المريضة الأولى أصيبت بفطر يتواجد في المياه الملوثة، وفي التربة، ومياه الصرف الصحي والأرجح أنها شربت مياها ملوثة، أو أن المياه لامست أماكن مصابة بجروح في اليدين أو الأقدام من جسمها، والثانية الفطر الذي أصاب الولد المصاب بالتهاب رئوي حاد يتواجد في العادة على أوراق الشجر، ويحتمل انتقاله للمصاب عند استنشاق الفطر من إحدى الزهور، أما الحالة الثالثة فإن الإصابة بالفطر جاءت عن طريق وضع ضمادات مبتلة بماء ملوث على جروح المريض بعد الحادث، مما سمح بدخول الفطر إلى جسمه".

 


ميكروبات انتهازية


 أوضح رئيس قسم المختبر وبنك الدم في مستشفى عسير المركزي الدكتور مصلح محمد أبومغايظ أن "هذه الفطريات يوجد بينها تشابه كبير جدا، فمثلا فطر سسيدوسبوريومscedosporium  apiospermum كائن مجهري ينتمي إلى فئة من الفطريات تسمى هيالوهيفوميكوسيس، وتعتبر الإصابة به قليلة، ولكنها تزايدت على مستوى العالم في الآونة الأخيرة، ويعتبر من الميكروبات الانتهازية التي يمكن أن تسبب ما تسمى العدوى الانتهازية، والتي تهدد حياة الأفراد الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة".  ولفت إلى أن "هذا الفطر النادر أكتشف للمرة الأولى في ثلاثينات القرن العشرين، ضمن الفطريات التي تصيب النباتات، ولكن في السنوات الأخيرة تم عزله من الإنسان في عدد من الحالات المرضية".


scedosporium apiospermum


يتواجد في المياه الملوثة، وفي التربة، ومياه الصرف الصحي


الحالة التي اكتشف فيها: فتاة ثلاثينية مصابة بفشل كلوي مع آلام حادة في منطقة البطن


Apophysomyces variabilis


وضع ضمادات مبتلة بماء ملوث على جروح


الحالة التي اكتشف فيها: طفل عمره 9 سنوات نقل إلى المستشفى إثر حادث مروري، وأصيب بغرغرينة في الرجل اليسرى مما أدى إلى بترها


التهابات مقاومة للعلاج

كشف أخصائي الباطنية الدكتور حسن هاشم أن "النيابة البوغانة scedosporium apiospermum فطريات تسبب الالتهابات المقاومة للعلاج، وتهدد المرضى الذين يعانون من نقص المناعة مثل المصابين بسرطانات الدم، والإيدز، ومرضى الصدر المزمن، ومرضى نقل الأعضاء، كما تسبب طائفة واسعة من الأمراض، بما في ذلك المايستوما وهي التهابات فطرية في الشعب الهوائية، والتهابات رئوية جيبية، والتهابات موضعية خارج الرئة، والالتهابات المنتشرة في الجسم".

وأضاف أن "العدوى بالبوغانة الغازية ترتبط أيضا بعدوى الجهاز العصبي المركزي في حوادث ما يلي الغرق، والمواقع الأكثر تعرضا للعدوى الرئتين، والجيوب الأنفية، والعظام، والمفاصل، والعينين والدماغ"، مشيرا إلى أن التشخيص الميكروبيولوجي للبوغانة النيابة يعتمد حاليا على الزراعة المعملية والتوصيف الميكروسكوبي.